يحدثنا الدكتور ماهر فوزى محمود إستشارى علاج الآلام، دكتوراه التخدير والعناية المركزة وعلاج الآلام
أستاذ بكلية الطب. جامعة القاهرة عن الصداع، حيث يقول:
لقد وجد أن أكثر من ربع ( 25 % ) من السكان فى البلاد المتقدمة حيث تجرى الإحصائيات الطبية يعانون من الصداع المزمن. وغالبية هؤلاء الناس لا يستشيرون الطبيب إما لأنهم يرون الصداع من الأمراض الخفيفة
التى لا تحتاج إلى استشارة الطبي أو الكثير منهم يعتقد أنة لا يوجد علاج لحالات الصداع المزمن . إلى الطبيب فإنة فى الغالب يكون الصداع شديدا ويؤثر على النشاط العادى للمريض.
وأصبح من الضرورى زيادة المعلومات الطبية لدى مرضى الصداع المزمن عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكذلك تدريب الأطباء الممارسين وزيادة التدريب على وسائل التشخيص وطرق العلاج فى حالات الصداع المزمن . وقد تم إنجاز الكثير من ذلك وإنشاء جمعية علمية خاصة بدراسة وعلاج الصداع ولكن مازلنا فى حاجة إلى المزيد.
• التشخيص التفريقى فى حالات الصداع :
مازال التاريخ المرضى والمعلومات الخاصة بهذا المرض هى الوسيلة الأولى والفعالة فى تشخيص نوع الصداع . ويمكن الحصول على التاريخ المرضى بمجموعة من الأسئلة توجد إلى المريض . وتبدأ هذه الأسئلة بمعدل حدوث الصداع والمده التى يستمر فيها حدوث الصداع وعلاقة وقت حدوث الصداع بالوقت على مدار اليوم ثم صفات هذا الصداع من حيث شكل الألم ومكانة ثم يسأل عن الظروف والملابسات التى تساعد على حدوث بداية الصداع وكذلك العلامات والإشارات التى تسبق حدوث الصداع أو تصاحبة . ويعتبر الفحص الإكلينيكى إحدى المكملات للتشخيص رغم ندرة العلامات التشخيصية أثناء الفحص فى معظم حالات الصداع الحاد والمزمن ويشمل الفحص البدنى والعصبى والحركى فى منطقة الرأس والرقبة فى محاولة لإيجاد إحدى الظواهر المرضية التى تشخص أسباب الصداع المرضية.
ومن وسائل التشخيص أيضا الفحوصات المختلفة مثل ألاشعة المقطعية والفحص بالرنين المغناطيسى على الرأس والرقبة ويستخدم رسم المخ الكهربى فى تشخيص حالات الصرع المصاحبة لحالات كثيرة من الصداع وكذلك حالات الصداع الناتج عن زيادة النشاط الكهربى للمخ . ويمكن التحليل الكيميائى للدم أن يظهر بعض الحالات المرضية التى تؤدى إلى الصداع مثل حالات الفشل الكلوى أو الكبدى وحالات الأنيميا.
• أنواع الصداع اليومى المعتاد :
تشمل العديد من أنواع الصداع التى يشكو منها المريض بصفة يومية أو مزمنة و قد يعانى الشخص الواحد من نوع أو أكثر من الصداع . وهذه الأنواع منها الصداع العصبى سواء العضلى أو الوعانى و صداع الجيوب الأنفية و الصداع الناتج عن العين أو الأسنان و اأذن و الصداع ما بعد الإصابات والصداع الناتج عن أرتفاع الضغط داخل الجمجمة الحميد و غيرها الكثير من أنواع الصداع التى يصعب وضعها تحت مسمى معين.
انواع الصداع
• الصداع العصبى:
يتميز بأن الألم يتراوح بين بين البسيط والمتوسط فى حدة و يصيب جانبى الرأس . و يكون الصداع ضاغطا على الرأس وليس و ليس هناك إحساس بالنبض فى الرأس ويستمر من نصف ساعة إلى سبعة أيام . ولا يصاحب الصداع شعور بالغثيان أو القىء لاستبعاد إى اسباب أخرى للالم .
ويحدث هذا الصداع تقريباً يومياً والمريض غالباً ما يعانى من ضغوط فى الحياة و قد يصاحب ذلك حالة من الأكتئاب . و لقد وجد أن مرضى هذا النوع من الصداع يتناولون الكثير من المسكنات التى تعد أحد أسباب زيادة و أستمرار الصداع . والعلاج فى هذة الحالة علاج الأكتئاب حتى و إن لم تكن أعراضه ظاهرة مع تمرينات الإسترخاء والرياضة .
• الصداع العنقى: ينشأ الألم فى أنسجة الرقبة فى الناحيتين أو فى جهه واحدة من الرقبة و يمكن أن يظهر الألم فى المنطقة الصدغية أو القفوية أو الجبهه . ويكون الألم فى أشد حالاته فى الصباح و يزداد مع حركة الرقبة أو الشد العصبى و تكون حركة الرقبة سواء بالإنحناء أو الدوران محدودة و يصاحبها ألم و ينتج هذا الصداع عن تهيج الأعصاب المغذية للرقبة و حقن هذه الأعصاب بالكورتيزون يقلل من حدوث الصداع العنقى . و يمكن استخدام التحفيز الكهربى للأعصاب أو العلاج بالأبر الصينية أو العلاج الطبيعى .
• الصداع القفوى: يعد الصداع القفوى فى أسفل خلف الرأس من أكثر أنواع الصداع انتشاراً ويأتى فى صورة نوبات من الصداع الشديد ويستمر الألم متوسط الشدة بين النوبات . و الصداع القفوى يظهر نتيجة لتهيج الأعصاب القفوية الصغرى والكبرى و لذلك يستجيب الألم للحقن بالمخدرات الموضعية و كذلك الحقن الموضعى بالكورتيزون .
• صداع الجيوب الأنفية: يمثل إحدى صور الصداع الشديد و المتكرر حيث أن التهاب الجيوب الأنفية يكون فى الغالب مزمناً . ويتميزالصداع ببدايته فى الصباح وأختفائه مع مرور الوقت فى الظهيرة و لذلك يسمى بصداع طلاب المدارس لان الطالب يشكو من الصداع صباحاً عند الأستيقاظ و لا يذهب إلى المدرسة و يختفى الصداع فى الظهيرة فتظن الأسرة أن الطالب يدعى الشكوى من الصداع حتى لا يذهب إلى المدرسة . و يسمى إيضاً بصداع المصليين لأن الصداع يزداد شدة عند الركوع أو السجود . و العلاج هذا يتجه إلى علاج السبب و هو الجيوب الأنفية مع إعطاء المسكنات البسيطة .
• صداع المسكنات: لعل إستخدام جرعات يومية من الأسبرين أو الباراستامول أو المسكنات الأخرى لعلاج الصداع يمكن أن يؤدى إلى سوء الحالة وزيادة حدة الصداع . و كذلك إستخدام الارجوتامين لعلاج الصداع أو توقف إستخدامه المفاجىء يؤدى إلى حدوث الصداع ولذلك تنصح منظمه الصحة العالمية بعدم إستخدام المسكنات بصفة يومية لعلاج الصداع وعدم تعاطى أدوية الارجوتامين لمدة تزيد عن عشرة أيام فى الشهر وعدم استخدام المورفينات فى علاج حالات الصداع .
• الصداع غير المصنف: توجد أنواع كثيرة من الصداع لايمكن تصنيفها تحت أى نوع من الأنواع المعروفة و لكن يمكن تشخيص الصداع بالأسباب التى تؤدى إلى ظهوره مثل النشاط الرياضى أو النشاط الجنسى أو انواع معينة من الطعام أو المشروبات الباردة أو الكحة أو ارتداء شىء ضاغط على الرأس . و العلاج يتجه إلى الأبتعاد عن الأسباب التى تؤدى إلى ظهور الصداع .